أنا وجدي .... أخذت مني سنة كي أكملها

رآني ليلة شيخ جليل
طاعن في السن
قد أنهى المسير
فقال لي :
أبني ما هذا النحول
ماهذه الطعنات في القلب الصغير
ءأنت شاب أبني ؟
أنا لم أعد ذاك البصير
جدي ..
توقف ها هنا
واستمع لما يثير
يثير في قلبي لهيباً حارقاً
يثير أنفاس السعير
أنصت إليها قصتي
وكن المشير
قل ما تشاء بعدها ..
أيها الشيخ الجليل..
وإن تصلبت الحروف
أو خانك التعبير
فدعني ..
دعني أكابد محنتي
أعالج الهمّ الكبير
جدي :
إليك من بعض الأمور
قلبي يقطعه الأسى ..
جسمي يكويه الحرور
أنا كنت شخصاً تائهاً
لا إلى شيء أسير
أنام .. أصحو.. هكذا
كأن دنياي غرور
يومي
كأمسي
كغدي
وهكذا عمري يدور
ضننت نفسي في الحياة
غرني صوت الزفير
***
حتى صرخت بحرقة
أيقظت سكان القبور
أيقظت قلباً نائماً
فإذا به قلب يثور..
يريد وصلاً للعلا
يريد .. نجماً أن يصير
فواجهت آماله .. زمناً مرير
ها قد سمعت لقصتي
سمعت أبيات القبور
فقال لي :
أبني ... يا هذا الكسير
يا نصف أنّات الورى
يا احتراقات المصير
يا صامتاً رغم الأسى
أيها الحر الأسير
مالي أراك تحترف السكون
وتحت جفنك
ألف ألف تعبير
أبني .. أنا لست أدري ما أقول
وكيف أخرج أحرفاً
وأنا أراك تدلل بين جنبيك سعير
أبني ..
أنا لست كهلاً عاجزاً
أنا لست من أنهى المسير
أنا كنت مثلك هكذا
في نفس سنك هكذا
واخترت لي نفس المصير
لكنني لما اصطدمت بواقعي
أوقفت المسير
وكما تراني
أنهكت أيامي سدى
رسمت لي خطاً كسير
ودفنت حلمي
كي أواري سوأة الأيام في زمني المرير
جـــدّي